متجر فاصلة! ادخل الان وتصفح العديد من المتاجر والمكتبات من منصة واحدة

تهنئة العيد.. بأصواتنا وأقلامهم

عن العيد، فرحه، سروره، غبطته، ومعانيه ..وكيف فهمها القوم وأبانوا عنها

“يا إخْوَتي .. يا أخواتي إمْلأوا قُلوبَكُمْ وعُقولَكم، وحَنَاجرَكُمْ وَأَجْوَاءَكُم، وسَمْعَ الزَّمَانِ والمكانِ.. بهذه الكلمةِ العظيمةِ الخالدةِ: اللهُ أكبـر اللهُ أكبـر تُحَرِّرُكُمْ مِنْ أهوائكُمْ وشَهَوَاتِكُمْ وأخطائكُمْ، وظُلْمِكُمْ لأنفسِكُمْ وغَيْرِكم، كما تُحَرِّرُكم مِنْ كلِّ طاغيةٍ ظالمٍ آثِمٍ مُسـْتَكْبرٍ جَبّار اللهُ أكبـر تَرْفَعُكُمْ، عندما تُخالِطُ قُلُوبَكم وعُقولَكم وَدِمَاءَكُمْ، فَوْقَ هذه الدُّنْيا، فوقَ شـدائدِها وَمُغْرِياتِها، فوقَ صَغَائِرِها وَتَفَاهَاتِها، وتَصِلُكُمْ باللهِ عَزَّوَجَلّ وبالْخُلُود، وتَفْتَحُ لكُمْ أَبْوَابَ الجنّةِ، وأبوابَ المسـتقبلِ الزاهرِ المنشـود اللهُ أكبـر تجعلُ الحقَّ رَائِدَكُمْ، والعدلَ مَنْهَجَكم، والخيرَ بُغْيَتَكم، واللهَ قَصْدَكُمْ وغايَتَكُم، وتجعلُ قُوّتَكم مِنْ قُوَّةِ اللهِ عزَّ وجلّ: “وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ([ الزمر : 67 ])” اللهُ أكبـر، اللهُ أكبـر، اللهُ أكبـر، لا إلهَ إلاّ الله اللهُ أكبـر، اللهُ أكبـر، ولِله الحمد”

عصام العطار

العيد في معناه الديني كلمة شكر على تمام العبادة، لا يقولها المؤمن بلسانه، ولكنها تعتلج في سرائره رضًى واطمئنانًا، وتنبلج في علانيته فرحًا وابتهاجًا، وتسفر بين نفوس المؤمنين بالبشاشة والطلاقة والأنس. وتمسح ما بين الفقراء والأغنياء من جفوة. والعيد في معناه الإنساني يوم تلتقي فيه قوّة الغني وضعف الفقير على (اشتراكية) من وحي السماء عنوانها (الزكاة) و (الإحسان) و (التوسعة). فيطرح الفقير همومه، ويسمو إلى أفق كانت تصوّره له أحلامه، ويتنزّل الغنيّ عن ألوهية كاذبة خضوعًا لألوهية الحق. والعيد في معناه النفسي حدّ فاصل بين تقييد تخضع له النفس، وتسكن إليه الجوارح وبين انطلاق تنفتح له اللهوات، وتتنبّه له الشهوات. والعيد في معناه الزمني قطعة من الزمن خُصّصت لنسيان الهموم، واطّراح الكُلَف، واستجمام القوى الجاهدة في الحياة. والعيد في معناه الاجتماعي يوم الأطفال يفيض عليهم الفرح والمرح، ويوم الفقراء يلقاهم باليُسر والسعة، ويوم الأرحام يجمعُها على الصلة والبرّ، ويومُ المسلمين يجمعهم على التسامح والتزاور.”

معنى العيد- آثارالشيخ البشير الابراهيمي

“أقبل العيد وللمسلم أن يفرح بصومه.. ويفرح بفِطرِه.. لكن عليه أن ينظر في حاله ويتفكر.. شهر كل عام .. “أياما معدودات”.. فيها وقفة مع النفس وصحبة للقرآن.. وتخفف من الشهوات..وإقبال على قيام الليل.. فهل إذا انقضى الشهر صار كأن لم يكن.. لو كان رمضان فارقاً في حياتك فقد رفعك درجة..فثبتها بطاعة تلزمها لم تكن تأتيها قبله، كي لا يتفلت منك نوره ولا تغلبك نفسك.. اجعل بينك وبينه وداً للعام القادم..وخذ منه قَبساً.. لزوم ركعات السنة ولو في صلاة واحدة من صلواتك.. أو صفحة تقرأها من كتاب الله في بداية يومك لا تهملها، أو تسبيح تضيفه لدعائك قبل النوم.. بيننا وبين رمضان صحبة زمن.. ولزوم عبادة.. ورباط طاعات.. ومواضع سجود.. ومن حسن الأدب ألا نهجرها كلها..وننتظر حتى يأتينا العام القادم- بحول الله.”

د.هبة رؤوف عزت

“والله لو كبَّرَت قلوبُ المسلمين كما كبَّرت ألسنتهم، لغيَّروا وجه التاريخ، ولو اجتمعوا دائمًا كما يجتمعون لصلاة العيد، لهزَموا جحافل الأعداء، ولو تصافحَت قلوبهم كما تتصافح أيديهم، لقضوا على عوامل الفُرقة، ولو تبسَّمت أرواحهم كما تبسَّمت شفاههم، لكانوا مع أهل السماء، ولو لبسوا أكمل الأخلاق كما يلبسون أفخر الثياب، لكانوا أجمل أمة على الأرض”، فهذه دعوة لكل المتخاصمين في صباح العيد إلى أن تتصافح قلوبهم كما تتصافح أيديهم؛ روى ابن السُّنِّي والطبرانيُّ عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أيَعجز أحدُكم أن يكون كأبي ضَمضَمٍ؟))، قالوا: مَن أبو ضمضم يا رسول الله؟ قال: ((كان إذا أصبح قال: اللهمَّ إني قد وهبتُ نفسي وعِرضي لك، فلا يشتم من شتَمَه، ولا يَظلِم مَن ظلَمه، ولا يَضرب مَن ضربَه)). نحن في هذا اليوم جدير بنا أن نمدَّ أيدينا بالمصافحة، وألسنتَنا بالكلام الطيب، وقلوبنا بغَسلِها مِن الأضغان والأحقاد والشَّحناء والبغضاء؛ فيجب اليوم أن تتواصَلَ أرحامُنا، وتتقارَب قلوبُنا؛ هذا هو جوهر العيد في الإسلام.

هكذا علمتني الحياة – مصطفى السباعي

“كذلك الأيام يا إخوان؛ إنَّها تَمُرُّ متتابعة متشابِهة، لا يكادُ يَختلِف يوم منها عن يوم، ثُمَّ يأتي العيدُ فتراه يومًا ليس كالأيام، وترى نهاره أجمل، وتحس المتعة به أطول، وتبصر شمسَه أضوَأ، وتَجِدُ ليلَه أهنأ، وما اختلفتْ في الحقيقة الأيَّام في ذاتِها، ولكن اختلف نظَرُنا إليها، نسينا في العيد متاعِبَنا فاستَرَحْنا، وأبعدنا عنَّا آلامَنا فهنِئْنا، وابتسمْنا للنَّاس وللحياة فابتسمتْ لنا الحياة والنَّاس.”

كتاب مع الناس- للشيخ علي الطنطاوي

“ما أشدَّ حاجتَنا -نحن المسلمين- إلى أن نفهم أعيادنا فهمًا جديدًا، نتلقَّاها به ونأخذها من ناحيته، فتجيء أيامًا سعيدة عاملة، تنبِّه فينا أوصافها القوية، وتجدِّد نفوسنا بمعانيها… فالعيد إنما هو المعنى الذي يكون في اليوم لا اليوم نفسه، وكما يفهم الناس هذا المعنى يتلقَّوْن هذا اليوم… ليس العيد إلا إشعار هذه الأمة بأن فيها قوة تغيير الأيام، لا إشعارها بأنَّ الأيام تتغيَّر، وليس العيد للأُمَّة إلا يومًا تعرض فيه جمال نظامها الاجتماعي، فيكون يوم الشعور الواحد في نفوس الجميع، والكلمة الواحدة في ألسنة الجميع، يوم الشعور بالقدرة على تغيير الأيام، لا القدرة على تغيير الثياب… وليس العيد إلا تعليم الأمة كيف تُوجِّه بقوَّتها حركة الزمن إلى معنى واحد كلما شاءت…”

وحي القلم – مصطفى صادق الرافعي

“ويعود العيد، ليلقي بظلاله على العالم أجمع، مسلمه وكافره، مؤمنه وفاجره، إنسيه وجنيه. . . ولينشر شذاه وعبيره عبر الأثير، فيحتفي من اهتدى، ويحار من أعرض عن طريق الهدی. ويعود العيد، وقد سقطت عروش ودكت جيوش، وعز قوم وذل آخرون، وفقرت عوالم وفتنت أخرى، ومات بعض منا وأهلت عيون بعض.. الشمسُ لا تزال هي ذات الشمس، والقمر هو نفس القمر؛ ولا شيء تغيّر إلا عند بني البشر. ويعود العيد، لنقول للجميع: “عيدكم مبارك، وكل عام وأنتم والأمة الإسلامية، والبشرية جمعاء، بخير”؛ ذلك أن العيد يدفعنا إلى قصد الخير وفعلِه، ويرفعنا بالروح الإيجابية وإحسان الظن بأهله، ويعلمنا أن نكره الكره، ونبغض البغضاء، ونفتح خندقا بيننا وبين الشحناء والرعناء. ويعود العيد، ثم يطوّى من الأفق كل شيء، في أقرب من لمح البصر: التعب والإنفاق، اللباس واللحم، السرور والتواصل، الابتسامة والكلمة، البشر والأضاحي.. كل شيء يختفي، فلا يبقى سوى “الأجر”، و”المثوبةً”، و”القبول” عند الكریم المنان. ويعود العيد، وما لنا وللمتنبي، فحال عيدِنا هنا كحاله هنالك، والعيد عيد في مكة أو في دار السلام، في “مالبُورن” أو في “ساندياغو”، في الجزائر أو في مدينة الإسلام. . . إذ التكبير تكبير، والمساجد مساجد، والمآذن مآذن، والصلوات صلوات، والحبور حبور.. . كل ذلك عند اللهسواء، «إنما يتقبل الله من المتقين» (المائدة:۲۷)”

كتاب “ذي قربتي” – د.محمد باباعمي

أقبلَ العيدُ، ولكنْ ليسَ في الناسِ المسرَّهْ

لا أَرى إلاَّ وُجُوهاً كالحاتٍ مُكْفَهِرَّهْ

ليسَ للقومِ حديثٌ غير شكوى مستمرَّهْ

قد تساوى عندهُمْ لليأسِ نفعٌ ومضرَّهْ

لا تَسَلْ ماذا عراهُمْ كلُّهم يجهل ُ أمرَهْ

حائرٌ كالطائرِ الخائفِ قد ضَيَّعَ وكرَهْ

فوقَهُ البازِيُّ، والأشْرَاكُ في نجدٍ وحُفْرَهْ أيّها الشاكي الليالي إنَّما الغبطةُ فِكْرَهْ

ربَّما اسْتوطَنَتِ الكوخَ وما في الكوخِ كِسْرَهْ

وخَلَتْ منها القصورُ العالياتُ المُشْمَخِرَّهْ

تلمسُ الغصنَ المُعَرَّى فإذا في الغصنِ نُضْرَهْ

وإذا رفَّتْ على القَفْرِ استوى ماءً وخُضْرَهْ

وإذا مَسَّتْ حصاةً صَقَلَتْها فهيَ دُرَّهْ لَكَ، ما دامتْ

لكَ، الأرضُ وما فوق المَجَرَّهْ

فإذا ضَيَّعْتَها فالكونُ لا يَعْدِلُ ذَرَّهْ

أيُّها الباكي رويداً لا يسدُّ الدمعُ ثغرَهْ

أيُّها العابسُ لن تُعطَى على التقطيبِ أُجْرَهْ

لا تكنْ مُرَّاً، ولا تجعَلْ حياةَ الغيرِ مُرَّهْ

إِنَّ من يبكي لهُ حَوْلٌ على الضحكِ وقُدْرَهْ

فتَهَلَّلْ وتَرَنَّمْ، فالفتى العابسُ صَخْرَهْ

سَكَنَ الدهرُ وحانتْ غفلةٌ منهُ وغِرَّهْ

إنَّهُ العيدُ… وإنَّ العيدَ مثل العُرْسِ مَرَّهْ

قصيدة الغبطة فكرة – الشاعر إليا أبو ماضي

مفهوم العيد، في تاريخ البشرية، ارتبط بالحصاد، قبل أن يرتبط بمعنى ديني شعائري ” مجرد” ، علما أن الاحتفال بالحصاد نفسه، يمكن أن يكون مرتبطا بالشكر والعرفان للخالق…أي أنه بعد كل شيء مرتبط بالدين أيضا.. هكذا فإن كل الآثار الباقية لأولى أعياد البشر كانت لها علاقة بالحصاد وجمع المحاصيل..أي أن العيد هو ” تأريخ” لنهاية مرحلة معينة وعبورها بإنجاز …وبداية مرحلة جديدة.. مع الوقت، لم يعد لمواسم الحصاد هذا الأثر، بل أن تنوع الحياة البشرية واختلاف أساليبها جعل هناك أعياد تؤرخ لنهاية مرحلة معينة ، حتى دون أن يكون هناك حصاد “زراعي” حقيقي.. حتى اليوم، كل عيد، هو بطريقة ما، امتداد لفكرة ” نهاية الحصاد” الأولى.. عيد الفطر، هو احتفال بحصاد ما زرعته طيلة رمضان..هل حصلت على المغفرة والعتق من النار التي استهدفتها منذ أول يوم؟ هل حصلت على الأجر؟ هل خرجت بإنسان جديد مر بتجربة روحية مؤثرة في حياته؟ كل هذا وارد، بنسب متفاوتة من شخص لآخر، وبدرجة لا يعلمها إلا علّام الغيوب، لكنها موجودة بطريقة أو بأخرى.. رمضان كان موسم زراعتك.. وعيدك احتفال بالحصاد… وقد انتهى… بانتظار حصاد جديد.. فكل حصاد وغلتكم بخير…

د.أحمد خيري العمري

“إنّ العيد جزء من نظام الأمة الرباني، يصل ماضيها بحاضرها، وقريبها ببعيدها، ويربي ناشئتها على الانتماء الحق لها، ويربط أفراحها بشرائع دينها، التي هي معراجها إلى الكمال والقوة والانتصار. وليس يحسن أن تجوز عليه المتغيرات فينسى الناس كونه عيداً، ليتحول عندهم إلى مناحة.”

مقالة فلنفرح بالعيد- د.سلمان العودة

“الإنسان إنسان حيث كان، والطبيعة البشرية واحدة في كل زمان ومكان فإذا حمد الناس السلامة والسلام في بلد بعيد أو قريب فكن على ثقة أنهم يحمدونها في كل بلد متصل أو منفصل عنه، وإذا كانت الأديان قد حولت الخيرات المحتل بها في الأعياد من خير الجوف والجلد الى خير النفس والضمير فكذلك قد تحول معنى السلامة من تمام الجسد إلى تمام الروح وخير تهنئة للعيد كيفما كان العيد هي أن نتمنى للناس الخير والسلامة وخيرا للأبدان والأرواح والأذهان”

كتاب الإسلام دعوة عالمية – لعبّاس محمود العقّاد.

“هذا هو يوم العيد .. راحة النفس الطيبة عند شعورها بأداء واجبها، بهجة العامل وهو يتناول أجره وفيًا سخيًا .. السعادة الغامرة لا باتقان العمل، ولا بتوفية الأجر، ولا بشيء مما يحبه الناس ولكن بمتعة الرضى والقبول من رب الأرباب .. واسع الرحاب. إن الناس ما داموا يتفاضلون بالتقوى، وما دامت الأماكن تتفاضل بالمشاهد والمناسك .. فكذلك الأيام تتفاضل ولا شك، فلا نغفل عن هذا الفضل ليوم العيد .. وإذا أخذ المسلمون العيد على هذا الجمال .. غير ناسين أن دينا جمعهم على هذا الحب ووحدهم في هذا اللقاء .. يطالبهم اليوم بنظرة جديدة صافية في حالهم كأفراد .. ماذا أفادوا من رمضان .. وأي مراقي الخير وصلوا خلال الصيام .. أعاد الله ليعيد على المسلمين جميعًا .. وقد تبوأوا المكانة التي أعدها الله لهم يوم أخرج أباهم من الجنة ليستخلفه وذريته على الأرض .. كي يورثهم الجنة .. فكونوا أحرص عليها، وأشد طلبًا لها، وأعمق شوقًا لنعيمها حامدين الله الذي صدقكم وعده، وأورثكم الأرض تتبوءون من الجنة حيث تشاءون، والحمد لله رب العالمين.”

مقالة اليوم عيد – عمر التلمساني

“لكن من حقنا أن نفرح ولو لأيّام ونسترد روابط الإنسانية والقربى، ونجدد بالصوم فرحتنا بيوم الفطر، وبشعيرة الحجّ نسبنا إلى إبراهيم عليه السلام، هذا النسب نسب فعل وتشييد ونداء وشهادة على العالمين بتفعيل قيم الرحمة والعدل والحرية في واقع الناس، هذه أيّام شعائر لكن للفروض حكمة ومقاصد وتجليات: حفظ دين وشهود منافع دنيا وتأكيد وحدة أمّة وتأسيس عدل واحتفاء بالتنوع والاختلاف مع التوحد والائتلاف. الأعياد محطات لنتذكر المعنى ونستعيد الجوهر ونكون “شهداء” على الناس، ويتجلى الفعل مكتملا ليعكس منظومة حق وعدل أوسع من الشعيرة ولا تختزل فيها، أمّا أن تتمظهر الأمور ويكون القشر بلا لبّ فتلك هي كارثة ” الأيقنة”.. وتلك بداية ضياع اليقين”

من كتاب في ظلال رمضان- د. هبة رءوف عزت